كل في فلك يسبحون
قال تعالى: {وَهُوَ
الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ
يَسْبَحُونَ}
[الأنبياء: 33]
مع بدايات
القرن الحادي والعشرين ظهرت حقيقة جديدة هي: (البناء الكوني Cosmic
Building)، وأدرك العلماء وجود لبنات بناء في الكون، فكل مجموعة من المجرات
تشكل لبنة بناء وهكذا، فالكون كله بناء محكم.
وقد تبين
للعلماء أن الكون مليء بالمادة والطاقة، إذن لا وجود للفراغ أبداً وبالتالي فإن
جميع الأجسام الكونية مثل الأرض والكواكب تسبح في وسط مليء بالمادة والطاقة والمنتشرة
في الكون ولكن بكثافة منخفضة، وهذه الحقيقة لم يدركها الإنسان إلا قبل سنوات قليلة.
وقد تبين
أيضًا للعلماء أن ما يسمونه بالفضاء لا وجود له حقيقة، لأن الفراغ غير موجود في
الكون على الإطلاق، إنما كل جزء من أجزاء الكون مهما كان صغيراً فإنه مشغول
بالطاقة والمادة معاً، ولذلك الحقيقة التي ظهرت حديثاً هي أن الكواكب والنجوم
والمجرات لا تدور في فراغ أو فضاء، إنما تسبح في وسط مادي وطاقوي معاً.
وقالوا: في
الحقيقة أن الفضاء ليس فراغا بل إن الفضاء ملئ بمادة تشبه البلازما فما هي
البلازما؟ المادة
لها أربعة صور أو حالات:
الحاله
الصلبة: مثل الحديد والمعادن وغيرها، وعندما يتم تسخين المادة الصلبة فإنها تتحول إلي
الحالة السائلة.
الحالة
السائلة: مثل الماء والدم والحليب، وعندما يتم تسخينه فإنه يتبخر ويتحول إلي بخار
ماء وهو حالة غازية.
الحالة
الغازية: مثل بخار الماء والنيتروجين والهيدروجين وعندما يتم تسخينه أكثر يتحول إلي
البلازما، و(حالة البلازما) هي غاز متأين تباعدت إلكتروناته لأنها اكتسبت طاقه أكبر.
وكتب العالم
هنز ألفن فقال: «وجهة نظر علماء الكون هي أن لعلّ أبرز أبحاث اكتشافات الفضاء هي
بنية الكون الخلوية. كما تبين في كل منطقة من مناطق الفضاء التي يمكن الإطلاع
عليها في الموقع، هناك عدد من الجدران الخلوية وصفائح التيار الكهربائية التي تقسم
الكون إلى أقسام مع اختلاف بالقوة المغناطيسية والحرارة والكثافة...الخ».
ونسمع هذا
التقرير لوكالة ناسا الفضائية: أنهت« وكالة الفضاء والطيران الأمريكية ناسا» عملية السباحة في الفضاء التي كان يقوم بها
الرائدان البريطاني تيم بيك والأمريكي تيم كوبرا قبل موعدها، وذلك بعد أن قال
الأخير ان الماء بدأ بالتجمع في خوذته، وقال تيم كوبرا إن كمية قليلة من الماء - وهي
فقاعة يبلغ حجمها بضعة بوصات - بدأت بالتكون في خوذته من الداخل، ولكن المدير
المشرف على الرحلة الفضائية قرر إنهاء عملية السباحة احترازا».
وكانت ناسا
قررت في عام 2013 إنهاء عمليات السباحة في الفضاء تحت هذه الظروف، وذلك عقب حدوث
ثقب كبير في خوذة رائد فضاء إيطالي كان يسبح في الفضاء خارج المحطة المدارية
الدولية.
وهذه الفقاعة السابقة الذكر لا تتكون إلا داخل حالتين:
الحاله السائلة أو البلازما، ولكن يجب أن تكون البلازما ذات كثافة عالية جدا تساوي
ضعف كثافتها الطبيعية مائة مرة، ولأن
الحالة السائلة ليست موجودة فكما قلنا لا يوجد في الفضاء إلا البلازما وبعض
الغازات.
والإنسان لا يمكنه الحياة تحت الماء في أعماق سحيقة لأن جسده سوف ينسحق تحت الضغط الواقع عليه، ولا يمكنه الحياة في الفضاء حرا لأنه سوف ينفجر لأن الضغط داخله أكبر من الضغط الخارجي.
والإنسان لا يمكنه الحياة تحت الماء في أعماق سحيقة لأن جسده سوف ينسحق تحت الضغط الواقع عليه، ولا يمكنه الحياة في الفضاء حرا لأنه سوف ينفجر لأن الضغط داخله أكبر من الضغط الخارجي.
فالإنسان
يمكنه السباحة في الماء لأنه يضرب الماء عكس اتجاه جسده فيتجه جسده إلي الأمام، ويمكنك
الطيران من فوق جبل عندما تضرب بقدميك الصخور وتدفع جسدك للأمام.
ولكن لا يمكنك أن تسبح في الفراغ إلا في حالتين: إذا
لم يكن هذا فراغا بل نسيجا ولكن لأنه نسيج ليس قويا، فلن تكتمل سباحتك إلا إذا كان
الزمكان منحنيا حتي تندفع ضده.
إذن فإن أنسب تعبير عن الحركة في الفضاء وفي الوسط البلازمي هو السباحة سواء كان للأجرام السماوية أو للإنسان.
إذن فإن أنسب تعبير عن الحركة في الفضاء وفي الوسط البلازمي هو السباحة سواء كان للأجرام السماوية أو للإنسان.
وقد أكد
العلماء بالفعل أن رواد الفضاء يمكنهم السباحة في الفضاء، فمن المدهش أن الإنسان في
الفضاء يشعر وكأنه يطفو على سطح الماء، حيث تبين للعلماء أن الكون ملئ بالمادة
والطاقة، كما أن جميع الأجسام الكونية تسبح في الفضاء.
وتقول وكالة
رويترز العالمية: «أن هناك رائدان فضاء
تابعين لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، قاما بعملية سباحة في الفضاء خارج المحطة
الفضائية الدولية، وذلك بهدف إصلاح عطل كهربائي، حيث قام الرائدان (ريد ويزمان
وبارى ويلمور) بالسباحة لاستبدال جهاز لتنظيم الجهد الكهربائي».
وهذا الإحساس حقيقي وليس وهمياً، لأن الإنسان خارج الأرض لا يكون في فراغ بل في وسط مادي ولكن بكثافة منخفضة، ولذلك فإن تعبير (السباحة في الفضاء) تعبير صحيح مائة بالمائة، وقد استخدمه القرآن الكريم في قوله تعالى { كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }.
ومن هنا ندرك لماذا يستخدم القرآن هذا التعبير الدقيق، يقول
تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [الأنبياء: 33]. وندرك أيضاً أنه كلما تطور العلم وتعرفنا أكثر
إلى الحقائق اليقينية في الكون كلما أدركنا أن كلمات القرآن هي الأدق وهي الأصح من
الناحية العلمية، وليس كما يدعي بعض المشككين أن القرآن يناقض بعضه بعضاً أو أن
كلماته غير دقيقة.
أضف تعليق:
0 comments:
جزاك الله خيرا