لماذا ذكر الله تعالى الجراد بعد القحط والطوفان
يجب أن نعلم ونوقن جميعا
أن كل كلمة في كتاب الله تعالى وضعت في مكانها الصحيح مائة بالمائة، فلا تبديل ولا
تغيير لكلمات الله تعالى، كما يجب أن ندرك أن كلمات القرآن
الكريم هي الأدق وهي الأصح من الناحية العلمية، وهذا كلام العلماء بكافة أطيافهم ومللهم وتوجهاتهم، كلهم
أقروا أن الكلمات القرآنية هي الأدق والأضبط من وجه نظر العلم، ولا عجب من ذلك فإن
القرآن الكريم تنزيل من رب العالمين، والله عز وجل يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير،
وفي هذه الحلقة نرى وجهًا من وجوه دقة الكلمات القرآنية من حيث ترتيبها وإعجازها
من الناحية العلمية. فنقول وبالله التوفيق:
يقول المولى جل جلاله: {وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ
لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ {132} فَأَرْسَلْنَا
عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ
آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ} [سورة الأعراف] من
خلال هذه الآيات وغيرها نرى أنه عندما أراد الله تعالى أن يعاقب آل فرعون عاقبهم
بالترتيب الآتي:
أولاً: أخذهم بالسنين أي القحط والجدب ونقص من الثمرات أي الجوع.
ثانيًا: أرسل عليهم الطوفان والطوفان هو الفيضان.
ثالثًا: ثم اتبع الطوفان بهجوم الجراد عليهم وعلي محاصيلهم.
فهل كان هذا الترتيب القرآني محض صدفة أم له دلالة علمية دعونا
نتأمل:
يقول العلماء: أن أخطر أنواع
الجراد وأشدها فتكًا هو الجراد الصحراوي وعندما يحدث الجفاف فإن الجراد يتجمع في
مستعمرات ولكنه يكون مسالمًا لأنه يفقد طاقته ويستهلك الغذاء المخزن بجسمه وعند حدوث
المطر الغزير والطوفان يتجمع الجراد في أسراب هائلة كاسحة هروبا من الأمطار باحثا
عن مناطق فيها الغذاء الوفير والمحاصيل الزراعية ويكون في هذه الأثناء شرسًا ونهمًا
بعد طول مجاعة وجدب خاصة أن الأمطار تنبت الزرع الذي يحتاجه فتهاجم
أسراب الجراد المحاصيل الزراعية وتبيدها ويصاب أصحاب الأراضي بخسائر فادحة وجوع
فلا يجدوا ما يأكلونه، وهكذا يصبح الجراد عذابًا وجندًا من جنود الله يسلطه علي من يشاء
من عباده.
ولنقرأ معا تقرير منظمه الفاو العالمية في تحذيرها لمصر من الجراد
نشر في نوفمبر عام 2015 حيث قالت:
حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) اليوم الأربعاء،
من أن الغزارة غير الاعتيادية للأمطار الواسعة النطاق التي سقطت مؤخراً في مصر
وشمال غرب أفريقيا، والقرن الأفريقي، واليمن من الممكن أن تساعد على تكاثر الجراد
الصحراوي، مؤكدةً أن هنالك حاجة إلى الرصد الدقيق على مدى الأشهر الستة المقبلة
لمنع هذه الحشرات من تشكيل أسراب مدمرة. وأكد الخبير (كيث كريسمن)، كبير أخصائي
تنبؤات الجراد لدى (فاو)، أن الظواهر الجوية المتطرفة، بما في ذلك الأمطار الغزيرة
لديها القدرة على إحداث طفرة هائلة في تزايد الجراد، حيث يوفر المطر تربة رطبة
لوضع بويضات الجراد، التي تحتاج بدورها إلى امتصاص الماء في حين تساعد الأمطار على
نمو النباتات كغذاء ومأوى.
وأضاف أن الآثار التي يمكن أن تترتب على تفشي الجراد يمكن أن تصبح
مدمرة للمحاصيل والمراعي، وأن تهدد بالتالي الأمن الغذائي وسبل المعيشة الريفية.
وذكر بيان للفاو، أن الجراد عندما يصل إلى مرحلة الطيران تضم
أسرابه عشرات الملايين من الحشرات المكتملة النمو، القادرة على قطع مسافات تصل إلى
150 كم يومياً في اتجاه الرياح، وتقوى الجرادة الأنثى الواحدة على وضع 300 بيضة
خلال دورة حياتها، فيي حين أن الجراد الصحراوي المكتمل النمو قادر على أن يلتهم
يومياً ما يعادل وزنه تقريباً من الغذاء الطازج- نحو غرامين يومياً- ويستهلك سرب
ضئيل نسبياً من الجراد فى اليوم الواحد نفس كمية الغذاء التي يتطلبها نحو 35000
شخص. في تلك الأثناء، واصلت منظمة (فاو) مراقبة الأوضاع في شمال غرب إفريقيا حيث
هطلت أمطار غزيرة على نحو غير معتاد في أواخر أكتوبر الماضي فوق مساحة واسعة من
شمال موريتانيا، وبالمناطق المتاخمة للصحراء الغربية وفي جنوب المغرب وغرب الجزائر
وجنوب غرب ليبيا. وفي منطقة القرن الإفريقي يُتوقَّع أن تهطل أمطار أكتر من
المتوسط تحت التأثير القوى لظاهرة (النينيو) الجوية، فوق شمال الصومال خلال الشتاء
الجاري والربيع القادم، وفي تلك الحالة، سوف تصبح الظروف البيئية مواتية لتكاثر
الجراد في الساحل الشمالى الغربى والهضبة الصومالية.
وفي تقرير للفاو منذ 3 سنوات كان هذا التقرير:
وبحسب البيان يعتبر الجراد الصحراوي من أهم واخطر أنواع الجراد حيث
تقدر سرعته ب20 كلم في الساعة ويستطيع الطيران لمدة تتراوح بين 6 إلى 18 ساعة في
اليوم يقطع خلالها أكثر من 150 كلم، مشيرا الى أنه يؤثر على غذاء 10 بالمئة من
سكان العالم.
من هذه التقارير نصل إلى نتيجة واحدة أن الجفاف الذي يتبعه أمطار
غزيره يتسبب في هجرة أسراب عديدة شرسة من الجراد الصحراوي تقضى علي الأخضر واليابس.
فهل تعلمت الفاو من معلم البشرية صلى الله عليه وسلم هذا العلم
والذي سبقها ب1400 عام، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
أضف تعليق:
0 comments:
جزاك الله خيرا