Navigation

قصة وتاريخ وبداية الاحتفال بعيد الأم والحكم الشرعي للاحتفال

قصة وتاريخ وبداية الاحتفال بعيد الأم والحكم الشرعي للاحتفال

قصة وتاريخ وبداية الاحتفال بعيد الأم والحكم الشرعي للاحتفال


لم يكن للمرأة في القدم وقبل الإسلام أي ذكر أو قيمة سواء كانت بنتا أو أما أو زوجة أو أختا أو غير ذلك، ثم بدأ البعض في القديم يهتم بالأم.. ويرى أنها تتعب وتتحمل الكثير والكثير في تربية الأبناء.
 ولتفكك الأسرة عند غير المسلمين.. الأب في جانب.. والابن في جانب والأم في جانب.. فقد جعلوا للأم يوما تجتمع فيه مع الأبناء لتكريمها وإشعارها بالاهتمام من قبل الأبناء.. وسموا هذا اليوم بعيد الأم على عادة غير المسلمين.
فكيف نشأ هذا العيد؟.. وما حقيقة حكمة في الإسلام؟.. نقول وبالله التوفيق:
نشأة عيد الأم عند القدماء:
 أنشأ الغرب أساطير وخرافات وخزعبلات لهذا الأمر منذ آلاف السنين.. حيث قيل أن هناك إله وإلهة حركا قرص الشمس في السماء.. وجعلا النجوم تتلألأ، وتطورت هذه الأسطورة سنة بعد سنة.
وقيل أن شعب فريجيا بآسيا الصغرى قبل 250سنة قبل الميلاد كان عندهم عقيدة أن أهم إله عندهم [سيبيل] ابنة السماء والأرض.. وأنها هي أم لكل الآلهة الأخرى، فكان هذا الشعب يقوم بتكريم (سيبيل).. وهذا أول احتفال حقيقي من نوعه لتكريم الأم.
وعند اليونان (الإغريق):
 فازت الآلهة )رهيا( بلقب الآلهة الأم.. لأنها كانت أقواهم على ما يعتقدون، فكانوا يحتفلون بها ويقدسونها وذلك في احتفالات الربيع.
وعند الرومان:
كان (ماجناماتر) أم لكل الآلهة.. وكانوا يطلقون عليها الأم العظيمة، وكان لها معبد خاص وكانوا يحتفلون بها في 15 مارس من كل عام لمدة ثلاثة أيام.. وكان يطلق على هذا الاحتفال )مهرجان هيلاريا) ويأتوا بالهدايا التي توضع في المعبد لبعث السرور على نفس أمهم المقدسة كما يعتقدون.
وعند النصارى:
كانت الاحتفالات تقام على شرف الكنيسة الأم في الأحد الرابع من الصوم الكبير عند الأقباط.. ويتم شراء الهدايا لكل كنيسة يتم التعميد فيها، كما قيل أن الكنيسة كانت تقيم احتفالات لتوقير وتبجيل مريم عليها السلام، وبدأت هذه العادة بحث الأفراد على زيارة الكنيسة التابعين لها والكنيسة الأم محملين بالقرابين.
وفي أمريكا:
 قامت (أنا جارفس) أول امرأة دعت إلى الاحتفال بعيد الأم، وهذه المرأة عاشت في (جرافتون( غربي ولاية فرجينا ولم تتزوج، وكانت شديدة الارتباط بوالدتها، وكانت ابنة للدير، وكانت تدرس في مدرسة الأحد التابعة للكنيسة النظامية (أندور) في جرافتون غرب فرحينا.
وبعد موت والدتها بعامين قامت بحملة واسعة للاحتفال بعيد الأم.. ودعت الوزراء ورجال الأعمال لإعلان يوم عيد الأم عطلة رسمية في البلاد.. حتى يشعر الأبناء بدور الأم، لأن الأطفال لا يقدرون ما تفعله الأمهات.

وبناء على طلبها قام حاكم ولاية فرجينا بإصدار أوامر لإقامة الاحتفال بعيد الأم في يوم 12مايو 1907م.. وهذا أول احتفال رسمي بعيد الأم في أمريكا.

وفي 10 أيار 1908م قامت الكنيسة بتكريم (أنا جارفس( في جرافتون.. وكانت هذه بداية الاحتفال بعيد الأم في أمريكا، ومع عام 1911م كانت كل أمريكا تحتفل به، ثم دخل المكسيك وكندا والصين واليابان وأمريكا اللاتينية حتى وافق عليه الكونجرس.
واستمرت (أنا جارفس) في حملتها للاحتفال بعيد الأم.. وليكون عيدا قوميا بكل الولايات المتحدة الأمريكية.. وليكون الأحد الثاني من مايو.. حتى عام 1909م أصبحت كل ولايات أمريكا تحتفل به.. إلى أن جاء الرئيس ويلسون في 9مايو علم 1914م وأمر بالاحتفال بعيد الأم في الأحد الثاني من مايو في جميع الولايات المتحدة.

ولم تكتف أناجارفس بذلك.. بل ظلت تنادي أن يكون هذا اليوم (عيد الأم) يوما عالميا تحتفل به كل شعوب العالم وليست أمريكا وحدها، وقبل وفاتها بيومين تحقق لها ما أرادت.. وانتشرت الفكرة في أنحاء العالم.
والسؤال الان كيف وصل الاحتفال بعيد الأم إلى بلاد الإسلام:
كانت بداية الفكرة على يد (مصطفى أمين وعلي أمين) مؤسس دار أخبار اليوم، بعد عرض إحدى الأمهات قصتها لعلي أمين أن زوجها توفي وهي صغيرة.. ولم تتزوج وربت أولادها حتى تخرجوا من الجامعة وتزوجوا واستقلوا في الحياة.. ولم يقوموا بزيارتها ولا السؤال عليها.
فاقترح علي أمين ومصطفى أمين أن يخصص يوم للأم يذكر فيه بفضلها.. وأن ذلك موجود عند الغرب.. ولقيت الفكرة ترحيبا وتشجيعا.. وشارك القراء في أن يكون 21 مارس هو عيد الأم.. وهو أول فصل الربيع ليكون رمزا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة.
واحتفلت مصر بأول عيد في 21 مارس 1956م.. ثم انتقل الاحتفال إلى البلاد العربية والإسلامية في جميع المؤسسات ودور الإعلام.
ومن المعلوم أن 21 مارس هو رأس السنة عند الأقباط، وهو يوم عيد النيروز عند الأكراد..

موقف الإسلام من عيد الأم:

جاء الإسلام إلى البشرية والمرأة ليست لها وزن ولا قيمة، وقد عبر عن ذلك عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) حين قال: »كنا لا نعد النساء شيئا» فجعل الإسلام لها قيمة ووزنا.. ورد لها اعتبارها.. وجعل لها حقوقا دينية ودنيوية.
ففي الدينية: هي مثل الرجل في الأجر والثواب.
وفي الدنيوية: هي ابنة مسئولة من الأب.. ينفق عليها ويعلمها ويؤدبها ولا يزوجها إلا بإذنها وموافقتها.. وجعل لها الخلع عند الكره هي وزوجها.. وأمر بحسن معاملتها وعدم ظلمها.
وهي أم: أمر ببرها وحسن معاملتها حيث أمر القرآن بذلك في قوله تعالى في سورة الإسراء ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا الإسراء: 23 وفي سورة لقمان ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ لقمان: 14
ووصى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالأم خاصة في حديث أبي هريرة قال: «جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. ثم من؟ قال: أمك. ثم من؟ قال: أمك. قال ثم من؟ قال: أبوك».. رواه مسلم.
قال بن بطال: مقتضاه أن يكون للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر.
وجعل الإسلام عدم طاعة الأم وعدم إكرامها من العقوق.. بل من الكبائر كما في حديث «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟» قالوا بلى يا رسول الله. قال:  «الإشراك بالله وعقوق الوالدين».
بل حرم الله الجنة على قاطع الرحم كما في الحديث «لا يدخل الجنة قاطع رحم» والأم من الرحم، وأعظم من ذلك أن الإسلام جعل سعة الرزق وبركة العمر في صلة الأرحام كما في حديث «من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أجله فليصل رحمه».
وأعظم الاهتمام بالأم ورعايتها أن الإسلام نهى ليس عن رفع الصوت عليها فحسب.. بل حرم التأفف لها فقال تعالى ﴿ فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا ﴾ الإسراء: 23.
وقد جعلها الإسلام باب من أبواب الجنة.. كما في حديث «رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كلاهما فلم يدخل الجنة».
فأي دين اهتم بالأم مثل الإسلام.. وأي شرع جعل للأم كرامة ووزنا وقيمة مثل شرع الإسلام؟.. جعلها معززة مكرمة.. حفظ لها حقوقها وهي في بطن أمها في الميراث، ووصى بها وهي طفلة صغيرة لا حول لها ولا قوة، وأمر بحسن معاملتها وهي زوجة.. وأمر ببرها وهي أم، بل أمر بالدعاء لها بعد موتها.
فهل نسى الإسلام الأم في وقت من الأوقات.. أو لحظة من اللحظات حتى يجعل لها يوما فقط؟!!!
إن الذين ينادون بالاحتفال بعيد الأم هؤلاء لم يعرفوا أمهاتهم إلا يوما واحدا في العام.. وينسونها باقي العام، فالإسلام لم ينس الأم لحظة من اللحظات حتى يجعل لها يوما يحتفل بها فيه.. ثم يلقي بها في ذاكرة النسيان طوال العام.

 حكم الاحتفال بعيد الأم:

مما سبق يتبين أن فكرة عيد الأم بدأت على اعتقادات خرافية وخزعبلات باطلة عند غير المسلمين.. وكان لها طابع ديني سواء من حيث الاعتقاد أو من حيث المكان في بعض البلدان حيث يكون الاحتفال في الكنائس.
والشريعة جاءت بمخالفة غير المسلمين في العقائد والعادات والعبادات.. يقول شيخ الإسلام بن تيمية: وبهذا يتبين لك كمال موقع الشريعة الحنيفية.. وبعض حكم ما شرع الله لرسوله من مباينة الكفار ومخالفتهم في عامة الأمور.. لتكون المخالفة أحسم لمادة الشر وأبعد عن الوقوع فيما وقع فيه الناس.
وعليه فإن عيد الأم لم ينشأ عند المسلمين.. وهو بذلك يكون بدعة.
وفي ذلك يقول الشيخ عبد العزيز بن باز: ولا ريب أن تخصيص يوم من السنة للاحتفال بتكريم الأم أو الأسرة من محدثات الأمور التي لم يفعلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا صحابته المرضيون فوجب تركه وتحذر الناس منه.. والاكتفاء بما شرعه الله ورسوله.
ويقول الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حين سئل عن حكم الاحتفال بعيد الأم وأعياد الميلاد: والاحتفال بالموالد سواء مواليد الأنبياء أو مواليد العلماء أو مواليد الملوك والرؤساء كل هذا من البدع التي ما أنزل الله تعالى بها من سلطان.
كما يقول الدكتور/ محمد عبد الله الخضيري: وعيد الأم هو من الأعياد الجاهلية الحديثة التي لا يجوز بحال أن يشارك فيه المسلمون أو يحتفلون بها.. أو يقدموا فيها الهدايا أو الأطعمة أو غيرها.
ويقول الشيخ/ عبد الله بن سليمان المنيع في الاحتفال بعيد الأم وأعياد الميلاد: الاحتفال بأعياد لم تكن من الإسلام في شيء لا يجوز.. وهو مساهمة في إشاعة البدع والضلالات والمحرمات.
والأدلة على ذلك هي:
من المعلوم أن الأعياد مرتبطة بالاعتقاد.. وأن الإسلام لا يعرف غير عيدين الفطر والأضحى، فأي شيء غير ذلك يكون فيه تشبه بغير المسلمين، وبذلك يكون من المحدثات في الدين أيضا.
لم يرد أي تخصيص بالاحتفال بعيد الأم.. بل كرم الإسلام الأم وجعل لها البر والصلة ورفع قدرها ومكانتها.. ونبه على حقوقها في كل وقت وحين.. وليس في يوم واحد ثم تهجر الأم بعد ذلك لنأتي في العام القادم نتذكر الأم.
الاحتفال بعيد الأم موافق الاحتفال بعيد النيروز عند المجوس في 21 مارس بداية الربيع.. كما هو بداية السنة القبطية عند النصارى.
الاحتفال بعيد الأم فيه موافقة لليهود والنصارى في الاحتفال بأعيادهم.. والإسلام نهى عن التشبه بغير المسلمين فقال - صلى الله عليه وسلم -: «من تشبه بقوم فهو منهم».
هذا العيد ليس له أصل في الإسلام.. بل ولا في شرع من قبلنا ولا في كتب الأنبياء.. ولم يرد في ذلك حديثا حتى لو ضعيفا، لأن الإسلام وصى بالأم ولم يجعل لها عيدا.
 الخلاصة:

أن الاحتفال بعيد الأم بدعة محدثة.. فلا يجوز الاحتفال به ولا شراء الهدايا للأم في ذلك اليوم.. مع التأكيد ببر الأم في كل وقت وحين.. والله أعلم
مشاركة
Banner

وثائقيات إعجازية

مدونة علمية دعوية مختصة بموضوع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، كذلك موضوعات الطب النبوي، والطب البديل، والعلاج بالقرآن، وبعض المختارات الدعوية والعلمية

أضف تعليق:

0 comments:

جزاك الله خيرا