حقائق علمية حديثة عن الجبال، مذكورة نصًا في القرآن الكريم
في هذه الحلقة بما أننا في
منطقة تحيط بنا الجبال من كل مكان نستعرض مع حضراتكم بإذن الله تعالى بعض وظائف
الجبال التي ذكرها الله في القرآن الكريم وجاء العلم الحديث ليؤكد تماما صحة ما
ذكره القرآن الكريم فنقول وبالله التوفيق:
أشار القــرآن الكــريم
وحي الله الذي نزل على خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم إلى حقيقة علمية في
عدد من آياته ألا وهي ظاهرة الجبال التي توجـد على سطح الأرض والتي أمرنا الخـالق
بأن ننظر في آياته الكونيــة لنزداد هـدى وبصيرة {قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ
بَدَأَ الخَلْقَ} وذكر
الله في كتابه الجبال في كثير من الآيات شكلا ووظيــفة وأنها تسجــد لله شأنها شأن
المخلوقات الأخرى من شمس وقمر ونجوم وشجـر ودواب وإنسان
{أَلَمْ
تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِى السَّمَوَاتِ وَمَن في الأَرْضِ
وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ
وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ }.
وهذه الحقيقة العلمية
لشكل ووظيفة الجبال لم يستطع الإنسان أن يصل إليها كحقيقة معروفة إلا بعد التقدم
والتطور العلمي والتقني الهائل الذي حدث في الفترة الأخيرة من عمر البشرية. وهذه بعض الحقائق العلمية المذكورة عن الجبال وماذا قال الله تعالى عنها:
إنها
الجبال الشامخة إحدى مظاهر الطبيعة الأكثر جمالاً وروعة... لا يزال العلماء يعجبون
من سر تكون الجبال والهدف من وجودها وماذا لو لم تكن الجبال موجودة! ويؤكدون بأن
وجود الجبال ضروري جداً لاستقرار الأرض والحياة على ظهرها:
-فالجبال تساهم في تثبيت القشرة الأرضية بسبب شكلها وأوتادها
العميقة في الأرض. يقول تعالى: {أَلَمْ
نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا} [النبأ:
6-7].
- وهي
تساهم في تشكل الغيوم ودفع الرياح بسبب شكلها الانسيابي أيضاً. ولذلك ربط البيان
الإلهي بين تشكل الجبال ونزول المطر، قال تعالى: {خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ
أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ
السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} [لقمان:
10].
- والجبال
تساهم في تصفية وتنقية المياه أيضاً، بسبب الطبقات المتعددة فيها. يقول تعالى: {وَجَعَلْنَا
فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا} [المرسلات:
27].
- كذلك
هناك فائدة كبيرة للجبال وهي أنها تُظهر روعة الطبيعة وتدل على عظمة خالقها سبحانه
وتعالى، وتختزن كميات كبيرة من الثلوج والتي يمكن استغلالها كمصدر مهم للماء
العذب. يقول تعالى: {وَهُوَ
الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا} [الرعد:
3].
- لقد
استخدم الإنسان هذه الجبال مأوى له طيلة آلاف السنين، فكانت تؤمنه من الوحوش
والبرد والمخاطر. يقول تعالى: {وَجَعَلَ
لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا} [النحل: 81].
- تساهم
الجبال في توازن الغطاء النباتي بسبب شكلها المميز وما تختزنه من مياه، ولذلك قال
تعالى: {وَالْأَرْضَ
مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ
شَيْءٍ مَوْزُونٍ} [الحجر: 19].
- والجبال
تساهم في استقرار الأرض وبسبب شكلها المميز فإن الوديان تتشكل مما يتيح المجال
للأنهار أن تتدفق أيضاً، يقول تعالى: {وَأَلْقَى
فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ
تَهْتَدُونَ} [النحل: 15].
- لولا
الجبال لما أمكن للطرق الممهدة أن تتشكل لأن الذي يدرس تاريخ تشكل الأرض خلال مئات
الملايين من السنين يدرك أهمية اصطدام الألواح الأرضية وتشكل الجبال مما يفسح
المجال لتشكل الفجاج العريضة أو الطرق الميسَّرة والتي ساعدت البشر على سهولة
التنقل لآلاف السنين. يقول تعالى: {وَجَعَلْنَا
فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا
لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} [الأنبياء: 31].
من أجل ذلك نجد أن القرآن
أكَّد على أهمية الجبال ودورها في نزول المطر وتوازن الأرض واستقرارها، وجاءت
الآيات الكريمات لتوضح هذه الحقائق بشكل رائع! يقول تعالى {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا
مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا * مَتَاعًا لَكُمْ
وَلِأَنْعَامِكُمْ}) النازعات: 30-33)
والآن دعونا نتأمل هذا البحث الجديد
حول الجبال وكيف جاء مطابقاً تماماً للآيات القرآنية:
قامت البروفسورة Meghan Miller من جامعة
جنوب كاليفورنيا ببحث جديد في سلسلة جبال الأطلس في المغرب ، وتبين لها ما يلي:
1- الجبال ترتفع لحدود 4 كيلو متر،
ولكنها تغوص عميقاً في الأرض لعمق 35 كيلومتر.
كل جبل يتميز بوجود جذور عميقة أثبتها العلماء وهذه الجذور كثيفة وثقيلة،
وتمتد لمسافات عميقة جداً تحت سطح الأرض.
2- هذه الجبال تعوم على طبقة
منصهرة ووجود جذور عميقة لها يضمن الاستقرار والتوازن.
إن الجبال الجليدية تتميز بوجود كتل جليدية هائلة في أسفل الجبل تعمل
مثل المرساة في السفينة، ولولا هذه الجذور لا يمكن للجبل الجليدي أن يتوازن وسوف
ينقلب كما تنقلب السفينة عندما تفقد توازنها.
العجيب أننا نجد ذكراً لهذه الحقائق في القرآن الكريم:
1- القرآن أخبر عن أشكال الجبال،
قال تعالى: {وَالْجِبَالَ
أَوْتَادًا} [النبأ: 7]. وهذه إشارة قوية تؤكد أن الجبل يأخذ شكل
الوتد المنغرس في الأرض وبالفعل هذا ما رآه العلماء من خلال أجهزة قياس الهزات
الأرضية Seismometers.
2- القرآن يؤكد أن هذه الجبال هي رواسي تشبه السفينة التي تعوم على السائل،
قال تعالى: {وَجَعَلْنَا
فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا
لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} [الأنبياء: 31]، هذه الآية تؤكد أهمية
الجبال في توازن الأرض أو ما يسمى Isostasy لأن القشرة الأرضية رقيقة جداً وتحتاج لهذه المثبتات أو
الجبال لتبقى هذه القشرة في حالة توازن.
إذاً بكلمتين لخص لنا القرآن هذا البحث، الكلمة الأولى (أَوْتَادًا) وهي تصف لنا شكل الجبل وبالفعل هذا
وصف دقيق جداً ، فكما أن الوتد ينغرس معظمه في الأرض كذلك الجبل ينغرس معظمه تحت
الأرض.
والكلمة الثانية (رَوَاسِيَ) تصف لنا
عمل الجبل، وبالفعل ثبت يقيناً أن الجبل يطفو على طبقة سائلة وهذا واضح من عنوان
البحث الأصلي:
Mountains float on superhot rock من خلال كلمة (float) أي الجبال
تطفو. وكذلك من خلال Isostasy أي توازن وهو ما عبر عنه القرآن بكلمة {أَنْ
تَمِيدَ بِهِمْ} أي تنقلب وتضطرب ..
وأخيراً.. ماذا يدل هذا
التطابق الكامل بين بحث علمي مؤكد وبين كتاب أنزل قبل أكثر من 1400 عام؟ إنه يدل
على أن هذا الكتاب هو كلام الله تعالى، لأنه يستحيل في ذلك الزمن التنبؤ بهذه
الدراسة العلمية الدقيقة..
وبالتالي تتجلى أمامنا دقة كلمات القرآن وبلاغتها، فكل كلمة في كتاب الله
تعالى لها مهمة وعمل محدد، وفي كلمتين (أَوْتَادًا) و (رَوَاسِيَ) وصف علمي دقيق لشكل الجبال وآلية
عملها.. وهذا منتهى الإعجاز.. ولا نملك إلا أن نقول سبحان الله !!
أضف تعليق:
0 comments:
جزاك الله خيرا